2012/04/28

أين انا


تمضي بالانسان حلقات من الحياة تكثر أعدادها بكثرة أعداد خلاياه الداخلية وتجددها، وتحن مرابعه الى ذلك الاصل الذي نبع منه وارتوى عوده فيه، وعندما تنتهي حياته فإن مصيره الى التراب، هذه نهايتك ايها الانسان...
فعلام تبك احلامك..؟؟ وعلام تندب هواك..؟؟ تراقص الازهار نشوان طربا عند فرحك، وتروي الارض دمعا عند حزنك، فتنبت بدموعك ورود الأسى حتى تتفتح على ضوء حزنك المظلم..
الكل يركض، الكل يسعى، الكل يحيا، الكل ي...موت
قوافل كالنمل تسعى، تراهم بلا اتجاه يسيرون، ولا يعلمون الى اين يذهبون، تحدهم الاحلام، وبريق الامل يدفعهم، فلا يرون الا مايحبون، ولايتركون الا مايكرهون..
حين تغوص في اغوار النفس البعيدة، تجد عالما آخر يلوح لنا بالصمت المهيب، فإذا ما أمعنت فيه وأصغيت إليه، سمعت صخبا يصم الأذن...!!
وتأملنا نحن البشر، كم منا يرحل عن الحياة وكم منا يصل مولوداً..؟؟!!
لو كان الفراق رجلا لقتله الناس..
ففي لحظات منسية، العين تغمض فيها، وتبصر ثانية مرتدة الطرف، فلا تجد من كان يجالسها قبل ثوان معدودة، امر مخيف حقا..
تُرى إلى أين يذهبون..؟؟ وما هو مصيرهم..؟؟ هل كنا نحسب حساب هذه اللحظة..؟؟
أمر في غاية الرعب، لماذا لا نعرف احوالهم..؟؟ ولماذا ننسى من كان بالأمس حبيباً وانيساً..؟؟
ألهذا الحد قد انقطعت بنا سبل الوفاء..؟؟
 ام إلى هذا الحد أنكرنا تلك الانسانية النقية الحقيقية الفطرية..؟؟
أجيبووووووووووووووووووني، لماذا لا يرد أحد..؟؟
هل انتم مجانين..؟؟ مجااااااااااااااااااااااااااااانين..؟؟ 
ام انكم صم بكم عمي..؟؟
أجيوووووووووووووووووووووووووووووووووني
 أناشدكم الله أجيبوني صمتكم يقتلني، ينحرني، يعذبني، يحرقني، يمزقني، يغرقني......
حتى الصراخ لم أعد قادراً عليه، أحس أنني أعيش في عالم الاشباح، أحياء ميتون.
مهلا، ربما انا المجنون...!!
حقاً ربما انا المجنون فعلا....
لم أدرك أنكم تحترفون لغة الصمت، بل أنتم من وضعتم قواعد تلك اللغة، لالالالا بل أنتم الصمت بذاته..!!

بعد هذا العناء وهذا الصراخ وهذا العويل وتلك الدموع والزفرات الحارقة الملتهبة، اكتشفت أنني أقف بين المقابر، أكلم أمواتاً، لايملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا.. فكيف يجيبوني..؟؟
حتى سمعت لسان الحال وقد أجابني قائلا:
يابني، لغة الوداع فصيحة لكنما لهو الحياة يغلّق الآذان...

No comments:

Post a Comment